صناعةالمجرمين

بسم الله الرحمن الرحيم
صناعةالمجرمين

تأكد أيها البائس أنني لاأنظر أليك بتلك العين التي نظر بها أليك القاضي الذي أصدر في حقك حكما قاسيا لأني أعتقد أن لك شركاء في جريمتك ولابد أن يقاسموك العقوبه ولابد لي من إنصافك وإن كنت لاأستطيع أن أنفعك .
شريكك في الجريمه أبوك لأنه لم يتعهدك بالتربيه في صغرك، ولم يحل بينك وبين مخالطة المجرمين، بل كثيراً ماشجعك إذا رآك هجمت على صديق لك وضربته ويصفق لك إذا رأى أنك قد تمكنت من اختلاس خمسة ريالات من جيب أخيك او اختطاف لقمة من يده فهو الذي غرس الجريمة في نفسك وتعهدها بالسقيا حتى أينعت ونمت وأثمرت لك هذا المصير الذي أنت معلق به اليوم،وهاهوذا أبوك تنزف عيناه دمعاً وألماً عليك ولو عرف أنها جريمته لضحك مسروراً بغفلة الشرائع والقوانين عنه.
شريكك في هذه الجريمه هذا المجتمع الإنساني الفاسد الذي اغراك بها ومهد لك السبيل اليها فقد كان يسميك شجاعاً إذاقتلت وذكياًإذا سرقت او أختلست من المال العام وعالماً إذا تحايلت على القوانيين واللوائح وعاقلا إذا خدعت ،وكان يهابك هيبتهُ للفاتحين وكثيراً ماكنت تحب أن ترى وجهك في مرآته أبيضاً ناصعاً فتتمنى لو دام لك هذا الجمال،ولو أنه كان يؤثرك بالنصح ويصدقك الحديث عن نفسك لمثل لك جريمتك بصورتها البشعه وهناك ربما وددت لو طواك بطن الأرض او ثكلتك أمك صغيراً.
شريكك في الجريمه حكومتك لانها كانت تعلم أن الجريمه هي الحلقة ألأخيره من سلسلة الحلقات فتركتك تنهش في حقوق المواطنين بنهب المال العام بمسميات مختلفه ولو أن حكومتك ضربت على يدك لما أجترمت ولما وصلت إلى ما أليه وصلت.
حكومتك تسرق وهي تعلم أن السرقه جريمه فتركتك تسرق أو تقتل لأنها لاتختلف عنك لذا عجزت عن توجيهك لأن فاقد الشيء لايعطيه فنامت عنك نوماً طويلاً حتى إذا فعلت فعلتك وكان لابد من من كبش فداء وسمعت صرخة المقتول وأنين المسلوب شمرت عن ساعدها لتمثل منظراً من مناظر الشجاعه الكاذبه فأستصرخت جندها واستنصرت قوتها وأعدت عدتها وجلادها وكان كل ما فعلت أنها أعدمتك حياتك.
هؤلاء شركاؤك في الجريمه ... وأقسم لو كنت قاضياً لاعطيتك في العقوبه على قدر سهمك في الجريمه ولجعلت تلك العقوبه قسمة بينك وبين شركاؤك ولكني لا استطيع أن انفعك.
فيا أيها القتيل المظلوم :رحمة الله عليك .،،،،،،،،،،،،
مع أرق وأجمل تحياتي