العداله العرجاء

بسم الله الرحمن الرحيم
العداله العرجاء

سألني أحد الأصدقاء لماذا يحكم المجتمع على المرأه الفاسقه حكماً صارماً فينبذها ويحتقرها بينما لايحكم على الرجل الفاسق بنفس الدرجه بالرغم من أن جريمتهما واحده ؟
أصبح ثابتا في عصرنا هذا أن مبدا المساواة بين الرجل والمرأه هو السائد وأقول نعم هما متساويان في الحقوق والواجبات وليس على الاطلاق !
ولكن يعتقد كثير من الناس أن الرجل والمرأه متساويان في الذكاء الذكاء والعقل ، غير أني اعتقد أنهم أصابوا في الاولى وأخطؤا في الأخرى ، في استطاعة المرأه أن تجاري الرجل في سرعة الفهم وحضور البديهه ولاتستطيع أن تجاريه في الأناة والرفق وأمتلاك هوى النفس والأخذ بفضيلة الصبر على ماتكره وعما تحب . تستطيع المرأه أن تدرك ما يدركه الرجل من الشئون والأحوال والأبتكار لكنها لاتستطيع أن تنتفع بمعلوماتها كما ينتفع الرجل لأن لها نفساً غير نفسه وهوى غير هواه ولان لها قلباً صغيراً لايقوى على أحتمال ما يحتمله عقله الكبير .
يمشي الرجل وراء عقله فيهديه وتمشي المرأه وراء قلبها فيضلها فما وقفت معه موقفا إلا سقطت بين يديه عجزاًوضعفاً لأنه يعرف السبيل إلى قلبها ولا تعرف السبيل إلى عقله .
مما لاشك فيه أن الذكاء غير العقل فاللصوص والمحتالون والمزورون والكاذبون والفاسقون والمنافقون أذكياءولكن ليس بينهم عاقل واحد لأنهم يوردون أنفسهم مورد الهلاك من حيث لا يغني عنهم ذكاؤهم وكثيرما يكون الذكاء الشديد داعماً للجنون فلا نكاد نرى ذكياً من ألأذكياء إلا وترى له في شئون حياته وتصرفاته واطواره احوال شاذه لاتنطبق على قوانين العقل (إنشتاين- ماري كوري)1 ونجد أن أكثر ما يصاب به الأذكياءوالنوابغ بؤس العيش وسوء الحال ناتج عن قصور في عقولهم ونقص في تصوراتهم فما يغني المرأه ذكاؤها إذا لم يكن وراءه عقل يملكها ويصرفها ويمسك بيدها ليحول بينها وبين التعثرفي عدوها كلما أشدت عليها عقبة من عقبات الحياة .
لولا العقل لدى الرجل ما كان له على المرأه هذا السلطان من قديم الأزل ولا استطاع أن يقودها في شئون الحياة ، القوي يملك على الضعيف أمره وكذا كان شأن الرجل مع المرأه فالرجل أخو المرأه وقسيمها في الرحم والمهد والأبوه والأمومه والقومه والقعده غير أنه وجد في نفسه فضلاً عليها في قوة العقل والتدبير فالرجل كان ظالماً قاسي القلب حسن النفس فأبى إلا أن يأسرها ويغلبها على أمرها فتم له ما أراد ملك عليها جسمها لأنه حجبها عن النور والهواء فأذعنت له وملك عليها نفسها وروعها وأوحى أليها أن ذنبها اكبر من ذنبه وأن جنايتها ضعف جنايته فصدقت وطلب إليها أن تسلمه أمرها في تدبير شئونها والتصرف بأموالها فأذعنت ونظرت إلى الأعتبارات الفاسده والقوانين الحائره التي وضعها لها بعين الأجلال والإعظام ، يخدع الرجل المرأه عن نفسها فيسلبها شرفها فإذا سقطت هاج المجتمع رجاله ونسائه وملأ قلبها رعباً ورهبة وأنبها لانه هو الذي وضع هذا القانون وشرع تلك الشريعه وقصر عن نفسه لأنه شره طماع محب لذاته ولايعدل في القضاء في قضية هو الخصم فيها والحكم فظلمها .
ولا اقصد بقولي هذا أن الفرق في القوة العقليه بين الرجل والمرأه تعطي له الحق في ظلمها وغلبتهاعلى حقوقها بل أريد ان أقول أن هذا الفرق بينهما هو سبب ذلك السلطان القاهر والحكم الجائر .
وارد على من يقول أن هناك نماذج للمرأه في عالم اليوم قد حكمت وسادت شعوبها بفضل حنكتها إلاأن تلك النماذج هي أستثناءات من القاعده لايحتج بها غير أني مؤمن بمبدأ المساواة . ،،،،،،،،
مع ارق واجمل تحياتي